سورة الفاتحة وفضلها | تلاوة , تفسير , وماورد فيها من أحاديث |
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: أقدم هذه الصفحة إلى اخواني في الله عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
بلِّغوا عنِّي ولو آيةً
في هذه الصفحة قمنا بجمع أهم المعلومات والتفاسير والأحاديث الصحيحة الواردة في سورة الفاتحة راجين من الله عزة وجل أن تكون هذه الصفحة في ميزان حسناتنا الى يوم الدين .
ملاحظة : جميع ما سيرد في هذه الصفحة سيكون بإذن الله تعالى من علماء أهل السنة وماكان عليه سلف هذه الأمة .
سورة الفاتحة هي أعظم السور القرآنية التي جاءت في المصحف الشريف ولهذا احتلت السورة رقم السورة الأولى من حيث ترتيب سور القرآن الكريم، كما ذكر سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم لأصحابه الكرام أن سورة الفاتحة هي القرآن الكريم وفي هذا بيان لتفسيرها وفضلها وأقوال العلماء فيها وتلاوتها .
نص سورة الفاتحة الرسم العثماني لسورة الفاتحة
سورة الفاتحة مكتوبة كاملة بالتشكيل
استشعر هذا الحديث القدسي | أنت تقرأ والله سبحانه يرد عليك
إن اللهَ تعالى يقولُ : قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ ، نصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { الحمدُ للهِ ربِّ العالمين } قالَ اللهُ : حمِدني عبدي ، وإذا قالَ : { الرحمنُ الرحيمُ } قالَ اللهُ : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { مالكِ يومِ الدينِ } قال اللهُ عز وجل : مجّدني عبدي ، وفي روايةٍ فوَّضَ إليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ } قال : فهذه الآيةُ بيني وبين عبدي نصفينِ ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { اهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ } قال : فهؤلاءِ لعبدي ولعبدي ما سألَ .
الراوي : [أبو هريرة] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى | الصفحة أو الرقم : 14/7 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
تلاوات سورة الفاتحة للعديد من القراء
التفسير الميسر سورة الفاتحة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
سميت هذه السورة بالفاتحة; لأنه يفتتح بها القرآن العظيم, وتسمى المثاني; لأنها تقرأ في كل ركعة, ولها أسماء أخر. أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به, (اللهِ) علم على الرب -تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه, وهو أخص أسماء الله تعالى, ولا يسمى به غيره سبحانه. (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين, وهما اسمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
(الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
(الرَّحْمَنِ) الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة, وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر, وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح, والكف عن المعاصي والسيئات.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
إنا نخصك وحدك بالعبادة, ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا, فالأمر كله بيدك, لا يملك منه أحد مثقال ذرة. وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده, وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير اله, ومن أمراض الرياء والعجب, والكبرياء.
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
دُلَّنا, وأرشدنا, ووفقنا إلى الطريق المستقيم, وثبتنا عليه حتى نلقاك, وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته, الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم, فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه.
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين, فهم أهل الهداية والاستقامة, ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم, الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به, وهم اليهود, ومن كان على شاكلتهم, والضالين, وهم الذين لم يهتدوا, فضلوا الطريق, وهم النصارى, ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال, ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام, فمن كان أعرف للحق وأتبع له, كان أولى بالصراط المستقيم, ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام, فدلت الآية على فضلهم, وعظيم منزلتهم, رضي الله عنهم. ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة الفاتحة: (آمين), ومعناها: اللهم استجب, وليست آية من سورة الفاتحة باتفاق العلماء; ولهذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصاحف.
تفسير فاتحة الكتاب لكبار المفسرين
تفسير سورة الفاتحة من تفسير الطبري
تفسير سورة الفاتحة من تفسير ابن كثير
تفسير سورة الفاتحة بالفيديو للشيخ مصطفى بن العدوي
أحاديث صحيحة في فضل الفاتحة
- عن أبي سعيد بن المعلى - رضي الله عنه - قال: كنت أُصلي بالمسجد فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم أجبه، ثم أتيته فقلت: يا رسول الله، إني كنت أُصلى، فقال:
"ألم يقُل اللهُ تعالى: {يا أيُّها الّذين آمنُوا استجيبُوا للّه وللرّسُول إذا دعاكُم} ثُمّ لأُعلّمنّك سُورةً هي أعظمُ سُورةٍ في القُرآن قبل أن تخرُج من المسجد".
فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج، قلت: يا رسول الله، إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن! قال:
"الحمدُ لله ربّ العالمين: هي السّبعُ المثاني، والقُرآنُ العظيمُ الّذي أُوتيتُهُ".
رواه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
===
- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أُبيّ بن كعب فقال:
"يا أُبيُّ" وهو يصلي، فالتفت أُبيُّ فلم يجبه، وصلى أُبيٌّ فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -:
"وعليك السّلامُ، ما منعك يا أُبيُّ أن تُجيبني إذ دعوتُك؟ " فقال: يا رسول الله، إني كنت في الصلاة. قال: "فلم تجد فيما أوحي اللهُ إليّ {استجيبُوا للّه وللرّسُول إذا دعاكُم لما يُحييكُم؟} " قال: بلى، ولا أعود إن شاء الله! قال: "أتُحبُّ أن أُعلّمك سُورةً لم ينزل في التّوراة ولا في الإنجيل ولا في الزّبُور ولا في الفُرقان مثلُها؟ " قال: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف تقرأ في الصّلاة؟ " قال: فقرأ أمّ القرآن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"والّذي نفسي بيده! ما أنزل اللهُ في التّوراة ولا في الإنجيل ولا في الزّبُور ولا في الفُرقان مثلها، وإنّها سبعٌ من المثاني والقُرآنُ العظيمُ الّذي أعطيتُهُ".
رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، ورواه ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم باختصار عن أبي هريرة عن أُبي، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي .
===
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بينما جبرائيل - عليه السلام - قاعدٌ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضًا من فوقه فرفع رأسه، فقال: هذا بابٌ من السماء فتح، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أُوتيتهما لم يُؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
رواه مسلم، والنسائي، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي.